-A +A
سامي خميّس
تأتي مرحلة انتقالية مهمة في تاريخ سينما جدة، تطورت فيها الأمور وأصبحت الأفلام تعرض ضمن النشاط اللا منهجي في كل من مدارس الفلاح والثغر وكذلك بعض السفارات كما ذكرت وفي فنادق العطاس في البلد وأبحر وكانت صالات عرض لائقة، كانت صالات للعوائل فقط.
يأتي بعد ذلك في الستينيات الميلادية، نقلة حضارية قام بها فؤاد جمجوم بشجاعة ببنائه دار سينما حقيقية كانت تعرض الأفلام العربية والإفرنجية مجدولة، أسماها سينما الجمجوم.

لقد عانى فؤاد رحمه الله معاناة شديدة بعد افتتاحه مشروعه الحضاري الذي أوجد به مكانا لائقا لمحبي السينما بجدة بدلا من الأحواش، تعرض الرجل للسجن وكتب تعهدات لكنه أمام قناعته بفكرته وإصراره على استمرارها وبعلاقاته وسمعة عائلته الطيبة لدى كبار المسؤولين حقق أمنيته ومشروعه وخدم جدة وأهلها.
إن من يقرأ هذا الكلام يعتقد أن ما ذكرته من نسج الخيال ولا يتصور أن من كان يبحث عن المتعة والترفيه الثقافي كمن يبحث عن إبرة في كوم قش لأن السينما ليست للترفيه فقط بل لها دور تنويري ووجداني في توسيع مدارك الإنسان لأنها جسدت روايات وقصصا إسلامية، تاريخية، اجتماعية، سياسية، لكبار الكتاب عربا وعجما، فمن منا ينسى على سبيل المثال لا الحصر فيلم فجر الإسلام عن رواية الأستاذ أحمد أمين، أو دعاء الكروان للدكتور طه حسين.
ومن كبار كتاب الغرب الذين تحولت رواياتهم إلى أفلام:
فيكتور هوجو LES MISERABLES
مرجريت ميتشل GONE WITH THE WIND
بوريس باسترناك DOCTOR ZHIVAGO
حدث ما حدث في القرن الماضي، والغريب ونحن الآن في القرن الـ 21 وبعد تغير الظروف والإمكانيات إلى الأفضل ليس لدينا دار عرض سينما واحدة والقنوات الفضائية تمطر على مدار الساعة أفلاما مقبولة ومرفوضة.
ليت من كانوا ينغصون علينا يشاهدون ما يعرض ( بضغطة زر ) في يد الكبير والصغير.. ولن أزيد.
Sami@khumaiyes.com